صعود المال (الجزء الثالث): انهيار الفقاعات (ملخص فيلم وثائقي)

 

مقدمة

 “The Ascent of Money: Episode 3: Blowing Bubbles” هو الجزء الثالث من سلسلة وثائقية تقدمها قناة PBS، ويستمر المؤرخ والاقتصادي نيل فيرغسون في استكشاف تاريخ المال وتأثيره على العالم. يركز هذا الجزء على الفقاعات المالية، وهي ظاهرة اقتصادية تتكرر عبر التاريخ، حيث ترتفع أسعار الأصول بشكل كبير وغير مبرر قبل أن تنهار فجأة. يبدأ الفيلم بتحليل أولى الفقاعات المالية الكبرى في التاريخ، مثل جنون التوليب في هولندا في القرن السابع عشر، ثم ينتقل إلى فقاعات أخرى مثل فقاعة شركة البحر الجنوبي في بريطانيا في القرن الثامن عشر، وصولًا إلى فقاعة الإنترنت في أواخر القرن العشرين. يهدف الفيلم إلى فهم الأسباب النفسية والاقتصادية التي تؤدي إلى تكون الفقاعات المالية، وكيف يمكن تجنبها أو على الأقل التخفيف من آثارها المدمرة.

جنون التوليب، أول فقاعة مالية

يبدأ الفيلم برحلة إلى هولندا في القرن السابع عشر، حيث نشأت أول فقاعة مالية موثقة في التاريخ، وهي “جنون التوليب”. يشرح نيل فيرغسون كيف أن زهرة التوليب، التي كانت جديدة وغريبة في أوروبا آنذاك، أصبحت رمزًا للثروة والمكانة الاجتماعية. بدأ الناس في المضاربة على بصيلات التوليب، وارتفعت أسعارها بشكل جنوني، حتى وصلت إلى مستويات خيالية تفوق قيمة المنازل.
يوضح الفيلم كيف أن هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار لم يكن مدفوعًا بالقيمة الحقيقية للتوليب، بل بالتوقعات بأن الأسعار ستستمر في الارتفاع. كان الناس يشترون بصيلات التوليب ليس لجمالها أو استخدامها، بل فقط لإعادة بيعها بسعر أعلى. هذه الدورة من التوقعات الذاتية التحقق هي جوهر الفقاعة المالية.

فقاعة شركة البحر الجنوبي

بعد استعراض جنون التوليب، ينتقل الفيلم إلى فقاعة أخرى شهيرة، وهي فقاعة شركة البحر الجنوبي في بريطانيا في القرن الثامن عشر. كانت شركة البحر الجنوبي شركة تجارية ضخمة مُنحت احتكار التجارة مع مستعمرات أمريكا الجنوبية. وعدت الشركة بتحقيق أرباح هائلة، مما أدى إلى ارتفاع أسهمها بشكل كبير.
يوضح الفيلم كيف أن الحكومة البريطانية شجعت هذه الفقاعة، حيث استخدمت أسهم الشركة لتبادل الديون الحكومية. كان هذا بمثابة حيلة مالية لتقليل الدين الوطني، لكنه أدى أيضًا إلى تضخيم الفقاعة. اندفع الناس من جميع الطبقات الاجتماعية لشراء أسهم الشركة، مدفوعين بالطمع والأمل في الثراء السريع.

انهيار الفقاعة والآثار المدمرة في عام 1720
انفجرت فقاعة شركة البحر الجنوبي فجأة، وانهارت أسعار الأسهم بشكل كارثي. فقد الكثير من الناس مدخراتهم، وتسبب الانهيار في أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة. يوضح الفيلم كيف أن إسحاق نيوتن، العالم الشهير، خسر جزءًا كبيرًا من ثروته في هذه الفقاعة، على الرغم من أنه كان عالمًا عبقريًا في الفيزياء والرياضيات، إلا أنه لم يكن محصنًا ضد جنون المضاربة.
يسلط الفيلم الضوء على أن الفقاعات المالية غالبًا ما تنتهي بنفس الطريقة التي تبدأ بها: بالذعر والبيع الهستيري. عندما يبدأ الناس في فقدان الثقة في استمرار ارتفاع الأسعار، يبدأون في البيع، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار بشكل متسارع، وتتحول التوقعات الصعودية إلى توقعات هبوطية.

فقاعة الإنترنت

ينتقل الفيلم بعد ذلك إلى فقاعة الإنترنت في أواخر القرن العشرين، ليظهر كيف أن التاريخ يعيد نفسه. في التسعينيات، ظهرت شركات الإنترنت الجديدة، ووعدت بتغيير العالم. ارتفعت أسعار أسهم هذه الشركات بشكل جنوني، على الرغم من أن الكثير منها لم يكن يحقق أرباحًا حقيقية.
يوضح الفيلم كيف أن وسائل الإعلام والتحليلات المتفائلة ساهمت في تضخيم الفقاعة. كان الناس يؤمنون بأن “هذه المرة مختلفة”، وأن الاقتصاد الجديد للإنترنت سيغير قواعد اللعبة. لكن في عام 2000، انفجرت فقاعة الإنترنت، وانهارت أسعار الأسهم، وتسببت في خسائر فادحة للمستثمرين.

الدروس المستفادة من الفقاعات المالية 

في الختام، يؤكد الفيلم على أن الفقاعات المالية هي ظاهرة متكررة في التاريخ، وأنها تعكس طبيعة النفس البشرية، التي تجمع بين الطمع والخوف، والتفاؤل والتشاؤم. يوضح أن الفقاعات ليست مجرد أحداث عشوائية، بل هي نتيجة لدورات اقتصادية ونفسية يمكن فهمها وتحليلها.
يشدد الفيلم على أهمية التعلم من التاريخ، وعدم الوقوع في فخ الاعتقاد بأن “هذه المرة مختلفة”. يذكرنا بأن الأسواق المالية تخضع لقوانين العرض والطلب، وأن الأسعار لا يمكن أن ترتفع إلى الأبد دون أساس اقتصادي قوي.

النقاط الرئيسية

  1. تعريف الفقاعة المالية: ارتفاع غير مبرر في أسعار الأصول مدفوع بالتوقعات والمضاربة.
  2. جنون التوليب: أول فقاعة مالية كبرى في التاريخ، مثال على المضاربة غير العقلانية.
  3. فقاعة شركة البحر الجنوبي: فقاعة مدعومة من الحكومة، تظهر دور الطمع والثقة الزائدة.
  4. فقاعة الإنترنت: تكرار التاريخ في العصر الحديث، دروس في التكنولوجيا والأسواق.
  5. الدروس المستفادة: الفقاعات متكررة، تعكس طبيعة النفس البشرية، يجب التعلم من التاريخ.

الخاتمة

 “The Ascent of Money: Episode 3: Blowing Bubbles” هو فيلم وثائقي قيم يقدم تحليلًا شيقًا للفقاعات المالية عبر التاريخ. من خلال دراسة أمثلة تاريخية، يقدم الفيلم فهمًا أعمق لأسباب تكون الفقاعات وآثارها المدمرة، ويذكرنا بأهمية الحذر والعقلانية في الأسواق المالية.

من ابن خلدون

مدونة ابن خلدون لنشر المقالات الثقافة والاقتصادية والاجتماعية، وهي تقدم المختصر المفيد من الوثائقيات والبودكاست والبرامج المنشورة على الشبكة العنكبوتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page