كيف نصمد رغم التوتر المستمر والضغط والأزمات (ملخص وثائقي)
مقدمة

“وثائقي الصحة العقلية: كيف نصمد رغم التوتر المستمر والضغط والأزمات” ليس مجرد فيلم وثائقي، بل هو عمل سينمائي وثائقي مؤثر وعميق الغور، يغوص في أعماق قضية حيوية ومُلحة في عالمنا المعاصر، ألا وهي قضية الصحة العقلية في ظل تصاعد وتيرة الحياة وضغوطها المتزايدة والأزمات المتلاحقة التي باتت جزءًا لا يتجزأ من واقعنا اليومي.  ينطلق الفيلم الوثائقي من نقطة ارتكاز أساسية، وهي الاعتراف الصريح والجلي بأن الصحة العقلية للإنسان لا تقل بأي حال من الأحوال أهمية عن صحته الجسدية، بل إنها تشكل في الواقع جزءًا لا يتجزأ من الرفاهية الشاملة والمتكاملة للإنسان ككل، جسدًا وروحًا وعقلاً. 

 يشرع الوثائقي في استكشاف معمق وشامل للتحديات الجسام والمعقدة التي تواجه الصحة العقلية في هذا العصر الحديث المليء بالمتغيرات والتحديات، مع التركيز بشكل خاص ومباشر على التأثيرات السلبية المدمرة للتوتر المستمر الذي يلاحقنا في كل مكان، والضغوط اليومية التي لا تنتهي، والأزمات المفاجئة والصادمة التي تهز كياننا، وكيف تتضافر هذه العوامل لتشكل تهديدًا حقيقيًا لسلامة عقولنا وعواطفنا وقدرتنا على مواجهة الحياة.  لا يكتفي الفيلم الوثائقي بدور المراقب المحايد الذي يقتصر على تشخيص المشكلة ووصف أعراضها، بل يتجاوز ذلك ليقدم أيضًا رؤى قيمة ومستنيرة، واستراتيجيات عملية وواقعية، ونصائح تطبيقية حول كيفية بناء وتعزيز القدرة على الصمود النفسي في مواجهة هذه التحديات، وتطوير آليات دفاع نفسية فعالة للتكيف الإيجابي مع التوتر والضغط والأزمات، والحفاظ على صحتنا العقلية سليمة ومعافاة في خضم أمواج الحياة المتلاطمة وتحدياتها المتزايدة التي لا ترحم.  يهدف الوثائقي في نهاية المطاف إلى تحقيق هدف نبيل وضروري، ألا وهو رفع مستوى الوعي العام بأهمية الصحة العقلية كقضية جوهرية وحيوية يجب أن تحظى بالاهتمام والرعاية الكافيين، وتقديم الدعم والتوجيه والإرشاد اللازم للأفراد والمجتمعات على حد سواء، لتمكينهم من مواجهة تحديات العصر الحديث بشجاعة وثبات، والحفاظ على سلامة العقل والروح في عالم يموج بالاضطرابات والضغوط.

فهم الصحة العقلية في العصر الحديث: أكثر من مجرد غياب المرض

يبدأ الفيلم الوثائقي رحلته التنويرية بتقديم تعريف شامل وعصري لمفهوم الصحة العقلية في العصر الحديث، مؤكدًا بشكل قاطع وحاسم أنها تتجاوز بكثير النظرة التقليدية التي تحصرها في مجرد غياب الأمراض النفسية أو الاضطرابات العقلية الظاهرة.  يوضح الوثائقي بأسلوب علمي ومنهجي أن الصحة العقلية في معناها الأوسع والأشمل هي حالة ديناميكية من الرفاهية النفسية والعاطفية والاجتماعية المتكاملة، وهي حالة إيجابية وليست مجرد غياب السلبية، حيث يتمكن الفرد في هذه الحالة من إدراك كامل لقدراته الذاتية الكامنة، واستغلال طاقاته وإمكاناته بشكل كامل، والتعامل بفاعلية ومرونة مع ضغوط الحياة اليومية الطبيعية التي لا مفر منها، والعمل والإنتاج بشكل مثمر ومفيد لنفسه ولمجتمعه، والمساهمة بشكل إيجابي وفعال في محيطه الاجتماعي والعالم من حوله.  يشدد الفيلم على أن الصحة العقلية ليست حالة ثابتة ومستقرة، بل هي حالة ديناميكية ومتغيرة باستمرار، تتأثر بشكل مباشر وحساس بمجموعة متنوعة ومعقدة من العوامل الداخلية الذاتية والخارجية المحيطة بنا، وأنها بالتالي تتطلب اهتمامًا خاصًا ورعاية مستمرة ويقظة للحفاظ عليها وتعزيزها وتنميتها بشكل دائم.  يستعرض الوثائقي بإيجاز ولكن بتركيز عميق التحديات الفريدة والاستثنائية التي تواجه الصحة العقلية في العصر الحديث، مع التركيز بشكل خاص على وتيرة الحياة المتسارعة بشكل جنوني، والضغوط الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة التي لا هوادة فيها، والتعرض المستمر والمتواصل لوابل من المعلومات والأخبار السلبية والمثيرة للقلق من جميع أنحاء العالم، وتراجع شبكات الدعم الاجتماعي التقليدية التي كانت توفر الحماية النفسية في الماضي، والتأثير المتزايد والمتشعب للتكنولوجيا الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت سلاحًا ذا حدين في تأثيرها على صحتنا العقلية.  يؤكد الفيلم بحكمة على أن فهم هذه التحديات المعاصرة والمتراكمة هو الخطوة الأولى والضرورية نحو تطوير استراتيجيات وخطط عمل فعالة لحماية وتعزيز صحتنا العقلية في هذا العصر المضطرب والمتقلب الذي نعيشه.

مصادر التوتر المستمر والضغط والأزمات في حياتنا اليومية

ينتقل الفيلم بسلاسة ومنطقية بعد ذلك إلى تحليل مفصل وشامل لمصادر التوتر المستمر والضغط الهائل والأزمات المتلاحقة التي أصبحت للأسف جزءًا لا يتجزأ من نسيج حياتنا اليومية في العصر الحديث، وكأنها قدر محتوم لا مفر منه.  يوضح الوثائقي بأسلوب تحليلي عميق أن هذه المصادر متنوعة ومتعددة الأوجه، وتشمل جوانب مختلفة ومتداخلة من حياتنا الشخصية الحميمة، وحياتنا المهنية الصاخبة، وعلاقاتنا الاجتماعية المتشعبة.  يستعرض الفيلم بإيجاز ولكن بتفصيل كاف الضغوط المهنية المتزايدة التي يواجهها معظم الناس في العصر الحديث، مثل المنافسة الشديدة وغير العادلة في سوق العمل الذي يزداد صعوبة وتعقيدًا يومًا بعد يوم، ومتطلبات الأداء العالية التي لا ترحم والتي تفرضها الشركات والمؤسسات، وعدم الاستقرار الوظيفي المتزايد والخوف الدائم من فقدان الوظيفة، وساعات العمل الطويلة المرهقة التي تستنزف الطاقة والوقت، والتوازن الصعب والهش بين متطلبات العمل وضغوط الحياة الشخصية.  كما يلقي الوثائقي الضوء الكاشف على الضغوط المالية والاقتصادية التي تثقل كاهل الكثيرين، مثل الارتفاع الجنوني في تكاليف المعيشة الأساسية التي تتجاوز القدرة على التحمل، والديون المتراكمة التي تزداد يومًا بعد يوم وتسبب قلقًا دائمًا، والقلق المتزايد بشأن المستقبل المالي المجهول وغير المستقر، وعدم المساواة الاقتصادية الصارخة التي تتسع فجوتها بين الأغنياء والفقراء.  يتناول الوثائقي أيضًا بعمق الضغوط الاجتماعية والعلاقاتية التي تؤثر على صحتنا العقلية، مثل العزلة الاجتماعية المتزايدة في المجتمعات الحديثة، والشعور القاتل بالوحدة والانفصال عن الآخرين، وتراجع الروابط الأسرية والمجتمعية التقليدية التي كانت توفر الدعم العاطفي والاجتماعي في الماضي، والصراعات والمشاكل المتكررة في العلاقات الشخصية والعاطفية، وضغوط وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تنتهي والتي تخلق مقارنات اجتماعية غير واقعية ومثالية تزيد من الشعور بالنقص وعدم الكفاءة.  

بالإضافة إلى كل هذه المصادر اليومية للتوتر والضغط، يشير الفيلم بوضوح إلى التأثير المدمر للأزمات والأحداث الصادمة والمفاجئة التي تهز حياتنا من حين لآخر، مثل الكوارث الطبيعية المدمرة (الزلازل والفيضانات والأعاصير التي تتفاقم بسبب تغير المناخ)، والأزمات الاقتصادية العالمية التي تؤثر على حياة الملايين، والأحداث السياسية المضطربة والحروب والصراعات التي تنشر الخوف والقلق، والأوبئة العالمية الكاسحة مثل جائحة كوفيد-19 التي هزت العالم بأسره، وكل هذه الأحداث يمكن أن تزيد من مستويات التوتر والضغط بشكل كبير وتؤثر سلبًا على الصحة العقلية للأفراد والمجتمعات على حد سواء.  يؤكد الفيلم بحكمة على أن فهم هذه المصادر المتنوعة والمتشابكة للتوتر والضغط والأزمات هو أمر بالغ الأهمية والضرورة لتطوير استراتيجيات فعالة للتعامل معها والتخفيف من آثارها السلبية المدمرة على صحتنا العقلية ورفاهيتنا بشكل عام.

تأثير التوتر والضغط والأزمات على الصحة العقلية: حلقة مفرغة

يشرح الفيلم بتعمق وتحليل دقيق الآثار السلبية المدمرة والواسعة النطاق للتوتر المستمر والضغط المزمن والأزمات المتلاحقة على الصحة العقلية للإنسان، موضحًا بشكل جلي ومؤثر كيف يمكن أن تتسبب هذه العوامل المتراكمة في إدخال الفرد في حلقة مفرغة ومغلقة من المشاعر السلبية المتزايدة والأعراض الجسدية والنفسية المتفاقمة التي تستنزف طاقته وتدمر حياته.  يوضح الوثائقي بأسلوب علمي ومنهجي أن التوتر المزمن والضغط المستمر لفترات طويلة يمكن أن يؤديان تدريجيًا إلى استنزاف الطاقة النفسية والعاطفية للفرد، وإضعاف قدرته على التحمل والتكيف، وزيادة الشعور بالقلق والتوتر الدائم الذي لا ينقطع، والاكتئاب المتزايد الذي يسيطر على المزاج ويطفئ بهجة الحياة، وتراجع الثقة بالنفس والشعور بالعجز وعدم الكفاءة، وصعوبة التركيز وتشتت الذهن وعدم القدرة على اتخاذ القرارات المنطقية، واضطرابات النوم المزمنة التي تتراوح بين الأرق الشديد والنوم المفرط، ومشاكل في الذاكرة قصيرة وطويلة المدى، وتقلبات المزاج الحادة والسريعة التي تتراوح بين الفرح والحزن والغضب، وسرعة الانفعال والغضب لأتفه الأسباب، والشعور المستمر بالإرهاق والإجهاد المزمن الذي لا يزول حتى مع الراحة والنوم الكافي.  كما يشير الفيلم بوضوح إلى أن التوتر والضغط المزمنين لا يؤثران سلبًا على الصحة العقلية فحسب، بل يمتد تأثيرهما المدمر ليشمل الصحة الجسدية أيضًا، مما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمجموعة واسعة من الأمراض الجسدية الخطيرة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية القاتلة، وارتفاع ضغط الدم المزمن، وضعف الجهاز المناعي الذي يجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى والأمراض، ومشاكل الجهاز الهضمي المتنوعة مثل القولون العصبي والتهاب المعدة، والصداع المزمن والصداع النصفي، وآلام العضلات المزمنة والتشنجات.  يتناول الوثائقي أيضًا التأثيرات العميقة والمباشرة للأزمات والأحداث الصادمة والمفاجئة على الصحة العقلية، موضحًا كيف يمكن أن تؤدي هذه الأحداث المؤلمة إلى ظهور اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) الذي يتميز بذكريات اقتحامية وكوابيس وتجنب للمثيرات المرتبطة بالصدمة، والقلق الحاد الذي يعيق الحياة اليومية، والاكتئاب الشديد الذي يتطلب تدخلًا علاجيًا فوريًا، ومشاكل تعاطي المخدرات والكحول كمحاولة يائسة للهروب من الألم النفسي، وميول انتحارية خطيرة في بعض الحالات الشديدة.  يؤكد الفيلم بمسؤولية على أن تجاهل التأثيرات المدمرة للتوتر والضغط والأزمات على الصحة العقلية وعدم التعامل معها بجدية يمكن أن يؤدي حتمًا إلى تفاقم المشاكل النفسية والعاطفية المتراكمة، وتدهور نوعية الحياة بشكل عام، وفقدان القدرة على الاستمتاع بالحياة وتحقيق الإمكانات الكامنة، وأن التدخل المبكر وطلب المساعدة المتخصصة من المختصين في الصحة النفسية هو أمر بالغ الأهمية والضرورة لمنع تدهور الحالة وتجنب العواقب الوخيمة التي قد تكون كارثية في بعض الأحيان.

بناء القدرة على الصمود النفسي: مفتاح التكيف مع تحديات الحياة

ينتقل الفيلم بشكل إيجابي ومفعم بالأمل والبناء إلى استعراض مجموعة متنوعة وغنية من الاستراتيجيات والتقنيات العملية والتطبيقية التي يمكن لجميع الأفراد اتباعها في حياتهم اليومية لبناء وتعزيز القدرة على الصمود النفسي لديهم، والتكيف بفعالية ومرونة مع تحديات الحياة المتزايدة التي لا تنتهي.  يوضح الوثائقي بأسلوب مشجع ومحفز أن القدرة على الصمود النفسي ليست صفة ثابتة وموروثة أو فطرية تولد مع الإنسان ولا يمكن تغييرها، بل هي في الواقع مهارة حياتية أساسية يمكن تطويرها وتعزيزها وتقويتها من خلال التدريب المنتظم والممارسة المستمرة والجهد الواعي والمدروس.  يستعرض الفيلم بإيجاز ولكن بتركيز على الجوهر أهمية تطوير الوعي الذاتي العميق بالمشاعر والأفكار الداخلية، وفهم طبيعة ردود أفعالنا تجاه الضغوط والمواقف الصعبة، وتعلم مجموعة متنوعة من تقنيات الاسترخاء العميق والتنفس الواعي والتأمل الذهني لتهدئة العقل والجسم وتقليل مستويات التوتر والقلق بشكل فعال.  كما يلقي الوثائقي الضوء الساطع على الأهمية القصوى لممارسة النشاط البدني المنتظم والمتنوع، واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وغني بالعناصر الغذائية الأساسية، والحصول على قسط كاف من النوم العميق والمريح ليلاً، وتجنب العادات غير الصحية والمدمرة للصحة مثل التدخين وشرب الكحول بكميات كبيرة وتعاطي المخدرات.  يتناول الوثائقي أيضًا بأهمية بالغة دور بناء شبكات دعم اجتماعي قوية ومتينة، والحفاظ على علاقات إيجابية وداعمة ومحفزة مع العائلة والأصدقاء المقربين، وطلب الدعم الاجتماعي والعاطفي من الآخرين عند الحاجة إليه، والمشاركة الفعالة في الأنشطة الاجتماعية والمجتمعية التي تعزز الشعور بالانتماء والتواصل.  بالإضافة إلى ذلك، يشير الفيلم بوضوح إلى أهمية تطوير مهارات حل المشكلات المعقدة واتخاذ القرارات الصعبة بشكل فعال، وتعلم كيفية تحديد الأهداف الواقعية والقابلة للتحقيق وتقسيمها إلى خطوات صغيرة وملموسة، وتنمية التفكير الإيجابي والتفاؤل المستنير، والتركيز على نقاط القوة والموارد الشخصية المتاحة، وتعلم كيفية إعادة صياغة الأفكار السلبية والمتشائمة وتحويلها بوعي إلى أفكار بناءة ومحفزة وإيجابية.  يؤكد الفيلم برسالة قوية على أن بناء القدرة على الصمود النفسي هو عملية مستمرة ومتواصلة تتطلب التزامًا شخصيًا ومثابرة وإصرارًا على المدى الطويل، وأنها تستحق كل هذا الجهد والتفاني لأنها في النهاية هي التي تمكننا من مواجهة تحديات الحياة المتنوعة بثقة وقوة ومرونة، والحفاظ على صحتنا العقلية ورفاهيتنا الشاملة بشكل عام، والعيش حياة أكثر سعادة ورضا ومعنى.

متى نطلب المساعدة المتخصصة؟ كسر حاجز الوصمة وطلب الدعم

يختتم الفيلم الوثائقي المؤثر برسالة قوية ومهمة وملهمة حول الأهمية القصوى لطلب المساعدة المتخصصة من المختصين في الصحة النفسية عند الحاجة إليها، وضرورة كسر حاجز الوصمة الاجتماعية الخاطئة والمؤذية المحيطة بقضايا الصحة العقلية في مجتمعاتنا.  يوضح الوثائقي بأسلوب مباشر وصريح أن طلب المساعدة النفسية المتخصصة ليس بأي حال من الأحوال علامة ضعف أو فشل شخصي، بل هو على العكس تمامًا علامة قوة وشجاعة ومسؤولية عالية تجاه الذات والرغبة الصادقة في تحسين نوعية الحياة.  يشدد الفيلم بوضوح على أن الصحة العقلية هي حق إنساني أساسي لكل فرد، وأن الحصول على الدعم النفسي والعلاج المناسبين هو أمر ضروري وحتمي لتحسين نوعية الحياة المتدهورة والتعافي التام من المشاكل النفسية والعاطفية التي قد يعاني منها أي شخص في مرحلة ما من حياته.  يستعرض الوثائقي بإيجاز ولكن بتنوع أنواع المساعدة المتخصصة المتاحة للأفراد الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية، مثل العلاج النفسي الفردي والجماعي بأنواعه المختلفة (العلاج السلوكي المعرفي، العلاج الجدلي السلوكي، العلاج الديناميكي النفسي وغيرها)، والعلاج الدوائي الذي يصفه الأطباء النفسيون في بعض الحالات الضرورية، وبرامج الدعم النفسي والاجتماعي المتنوعة التي تقدمها المؤسسات والمنظمات المتخصصة، وخدمات الصحة العقلية المجتمعية التي تهدف إلى توفير الرعاية النفسية في متناول الجميع.  كما يلقي الوثائقي الضوء على أهمية التوجه مباشرة إلى متخصصين مؤهلين ومعتمدين في مجال الصحة العقلية، مثل الأطباء النفسيين والمعالجين النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين المدربين، للحصول على التقييم الدقيق والتشخيص الصحيح والخطة العلاجية المناسبة لكل حالة على حدة.  يدعو الفيلم بصدق وإلحاح إلى كسر حاجز الصمت والوصمة الاجتماعية السلبية والموروثة المحيطة بقضايا الصحة العقلية في مجتمعاتنا، وتشجيع جميع الأفراد على التحدث بصراحة وشفافية عن مشاكلهم النفسية والعاطفية التي يعانون منها، وطلب الدعم والمساعدة المتخصصة دون أي خجل أو تردد أو خوف من نظرة المجتمع.  يؤكد الفيلم في الختام على أن المجتمع بأكمله يتحمل مسؤولية جماعية مشتركة لدعم الأفراد الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية، وتوفير بيئة مجتمعية داعمة ومتفهمة ومتقبلة تشجع على التعافي والاندماج الاجتماعي الكامل، وتقلل من التمييز والوصم الذي يلحق بالمرضى النفسيين.

النقاط الرئيسية

 فهم الصحة العقلية في العصر الحديث: تعريف شامل يتجاوز غياب المرض، حالة من الرفاهية النفسية والعاطفية والاجتماعية، ديناميكية ومتغيرة، تتأثر بتحديات العصر الفريدة (وتيرة الحياة المتسارعة، ضغوط اقتصادية واجتماعية، معلومات سلبية، تراجع الدعم الاجتماعي، تأثير التكنولوجيا).

 مصادر التوتر والضغط والأزمات: تحليل مفصل لمصادر متنوعة (ضغوط مهنية – منافسة، أداء، عدم استقرار؛ ضغوط مالية – تكاليف معيشة، ديون، قلق مالي؛ ضغوط اجتماعية – عزلة، وحدة، تراجع الروابط؛ أزمات – كوارث، أوبئة، اضطرابات سياسية)، جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية الحديثة.

 تأثير التوتر على الصحة العقلية: شرح مفصل للحلقة المفرغة (توتر -> مشاكل عقلية -> توتر متزايد)، أعراض نفسية (قلق، اكتئاب، إرهاق، قلة تركيز، اضطرابات نوم، تقلبات مزاج)، أعراض جسدية (قلب، ضغط دم، مناعة، هضم، صداع، آلام عضلات)، عواقب طويلة الأمد على الصحة العامة.

 بناء القدرة على الصمود النفسي: استعراض استراتيجيات عملية (وعي ذاتي – تأمل، يوميات؛ استرخاء – تنفس، يوجا؛ نشاط بدني – أنواع، فوائد؛ تغذية صحية – أطعمة، تجنب؛ نوم كاف – روتين نوم؛ دعم اجتماعي – علاقات، طلب دعم؛ حل مشكلات – أهداف، خطوات؛ تفكير إيجابي – إعادة صياغة)، مهارة قابلة للتطوير تتطلب التزامًا وممارسة.

 طلب المساعدة المتخصصة: التأكيد على ضرورة كسر الوصمة الاجتماعية وتطبيع طلب المساعدة، حق أساسي للصحة العقلية، أنواع المساعدة المتاحة (علاج نفسي، دوائي، برامج دعم)، التوجه إلى متخصصين مؤهلين (أطباء نفسيين، معالجين)، فوائد التدخل المبكر، مسؤولية مجتمعية في الدعم والتفهم.


الخاتمة

“وثائقي الصحة العقلية: كيف نصمد رغم التوتر المستمر والضغط والأزمات” هو بحق فيلم وثائقي قيم وملهم ومؤثر، يقدم للمشاهدين رؤى عميقة واستراتيجيات عملية ومفصلة حول كيفية الحفاظ على صحتنا العقلية الثمينة في عالم يموج بالتحديات والصعوبات والضغوط المتزايدة.  من خلال استعراض شامل ومستنير لمفهوم الصحة العقلية في العصر الحديث، وتحليل دقيق لمصادر التوتر والضغط والأزمات التي تحيط بنا من كل جانب، وتوضيح مفصل لتأثيراتها المدمرة على الصحة النفسية والجسدية، يقدم الفيلم دليلًا واضحًا وواقعيًا حول كيفية بناء وتعزيز القدرة على الصمود النفسي والتكيف بفعالية ومرونة مع صعوبات الحياة المتنوعة.  كما يؤكد الفيلم بشكل خاص ومباشر على الأهمية القصوى لطلب المساعدة المتخصصة من المختصين في الصحة النفسية عند الحاجة إليها، وضرورة كسر حاجز الوصمة الاجتماعية الخاطئة والمؤذية المحيطة بقضايا الصحة العقلية، وتشجيع الحوار المفتوح والصادق والدعم المتبادل والتفهم العميق في المجتمع بأسره.  في نهاية المطاف، يترك الفيلم الوثائقي المشاهدين برسالة أمل وتفاؤل وإيجابية قوية ومؤثرة، مؤكدًا بشكل لا يقبل الشك أن الصحة العقلية هي أثمن وأغلى ما نملك في هذه الحياة، وأن رعايتها والحفاظ عليها وتعزيزها هي مسؤولية فردية ومجتمعية مشتركة، وأن القدرة على الصمود النفسي والتكيف الإيجابي مع تحديات الحياة هو المفتاح السحري للعيش حياة صحية وسعيدة وذات معنى وقيمة في هذا العصر المضطرب والمتقلب الذي نعيشه.

من ابن خلدون

مدونة ابن خلدون لنشر المقالات الثقافة والاقتصادية والاجتماعية، وهي تقدم المختصر المفيد من الوثائقيات والبودكاست والبرامج المنشورة على الشبكة العنكبوتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page